الحياة كما أُحبّ

21 ديسمبر 2018

الحياة كما أُحبّ ❤️

جاءني الكتاب هديّة من صديقة غالية، عسى الله أن يكتب لها الأجر بكلّ حرفٍ انتفعتُ به ونويتُ -إن شاء الله- أن أنشُره.
لعلّ أجمل ما في الكتاب أنه يقتصر على صحيح الحديث دون سقيمه وضعيفه وباطله وموضوعه.
للكتاب 5 أقسام:
– قصص الأنبياء والمرسلين.
– القصص الدالة على عجائب قدرة الله
– القصص الدالّة على فضائل الأعمال
– قصص النماذج الإيمانية الراقية
– قصص النماذج السيئة
يندرج تحت قسم كلٍّ منها العديد من القصص المرتبطة.
أعجبني كثيرًا ترتيب الطرح، فكلّ قصّة لا يشذّ عرضها عن:
تمهيد، نص الحديث، شرح الحديث، كيف ذُكرت القصة في التوراة، فوائد الحديث وعبره.

كتاب ممتع بحق، غزير الفائدة، بسيط الشرح، جميل الأسلوب.. أوصي به وبشدّة.

على الهامش:
للأمانة.. التقطتُ الصورة وكتبتُ التعليق في تاريخ:
The 5th of June, 2015.
ولكن أعدتُ رفعها هنا للتوثيق فقط. ذكرياتي هي بعضٌ منّي وهناحيث أحفظها من الضياع ❤

ثغر أخي الباسم

21 ديسمبر 2018

يا ربّ، هذه البسمة على ثغرِ أخي، أرجوك.. أرجوك أن لا تغيب. أنبِته ربّي نباتًا حسنًا، واجعلهُ للمتّقين إمامًا، آمين.

“وصُنْ ضِحْكَة الأطفالِ يا ربِّ إِنَّها..
إذا غّـرَّدَتْ فِي مُوحِشِ الـرَّمْـلِ أّعْشَبا”

ليس في الدنيا شيءٌ أطهر من قلب طفل.. ولا أبهج للروح من ضحكاتهم.. ولا أطيَب للنفس من لحظاتٍ تقضيها بجوار أرواح “أحباب الرحمن”💕
الحمدلله على كل ذِكرى سعيدة..
نعودُ إليها؛ فإذا بالحياة تعودُ إلينا❤️

على الهامش:
للأمانة.. التقطتُ الصورة وكتبتُ التعليق في تاريخ:
The 11th of December, 2012.
ولكن أعدتُ رفعها هنا للتوثيق فقط. ذكرياتي هي بعضٌ منّي وهنا حيث أحفظها من الضياع ❤

يساعد الله أولئك الذين يساعدون أنفسهم.

21 ديسمبر 2018

يُساعد الله أولئك الذين يُساعدون أنفُسَهم..
أولئك اللذين يتوكّلون عليه حقّ توكّله
أولئك الذين كل ما باغتهم الحزن وداهمهم الهمّ؛
أخذوا يُردّدون بيقين: لا حول ولا قوة إلا بالله،
(لا حول عن الفشل ولا قوة على النجاح إلا بالله). أولئك الذين كُلّما ضاقتْ بهم الدنيا حَزَنًا؛
حاولوا أن يدخلوا السعادة على أنفسهم بأنفسهم،
ولو بأبسط الأمور..
في مشوار الحياة الصاخب الذي لا يهدأ،
وسط كل هذا الزحام والضجيج؛
عليك نفسك يا صاحبي.
رُدّ على المتشائم بكل ما وهبك الله من أمل.. من إيمان.. من يقين.. من حسن ظنّ به سبحانه
ساعِدْ نفسك بنفسك، نفسك الأقرب منك إليك..
كُن لنفسك الصديق والداعم والأمل..
والله أنك ستجد الحياة أفضل، والحلم أقرب، والأمنية واقع..❤️

أعراس آمنة.

21 ديسمبر 2018

أوّل مصافحة لي بالروائي: إبراهيم نصرالله.
كنت أتمنى يرتقي لسقف توقعاتي، وكان كما تمنّيت ❤
انتهيتُ منه بالأمس فقط.
الرواية تندرج تحت سلسلة من الروايات بعنوان: “الملهاة الفلسطينية” وهي المشروع الروائي الكبير الذي يتأمّل فيه ١٢٥ عامًا من تاريخ الشعب الفلسطيني. بدأ العمل على هذا المشروع عام ١٩٨٥ وما زال، صدرت منه ٦ روايات لكل رواية أجواؤها الخاصة بها وشخوصها وبنائها الفنّي واستقلالها عن الروايات الأخرى. إبراهيم نصر الله يضع يده تمامًا على جراح فلسطين. كنتُ أنوي أن اقرأ له “زمن الخيول البيضاء” فهي الأجمل بشهادة الجميع ولكن لم أجدها. الرواية جميلة بقدر ما هي مؤلمة. تقع بين حدّي الفرح والحزن، العرس والجنازة. كحبكة لم تدهشني. كلغة أدهشتني، أسرتني!

على الهامش:
للأمانة.. التقطتُ الصورة وكتبتُ التعليق في تاريخ:
The 16th of January, 2013.
ولكن أعدتُ رفعها هنا للتوثيق فقط. ذكرياتي هي بعضٌ منّي وهناحيث أحفظها من الضياع ❤

ربيع قلبي.

8 أوت 2017

أجمل وأغلى وأعز هديّة لقلبي وروحي؛ من صديقتي في التخصّص: (حصّة المزيني) صديقتي “الحجّة”
أهدتني هذا المصحف بعد عودتها من الحجّ العامَ الماضي.
الهدية التي لا تَبلى ولا تَفنى.. كنتُ أتأمّل باندهاش كيفَ لفرحتي بهِ ألّا تنقضي.. كيف لانتفاعي منه أن يكون بلا حدودَ؛ أنْ أجدَ فيه ضالتي في كُلّ وأيّ شأن.. اقرأه وأنا سعيدة؛ فازدادُ فرحًا وحبُـورًا.. اقرأه وأنا مضطرّبة؛ فأجدُ فيه طمأنينتي وسكينتي..
اقرأه وأنا حزينة؛ فأجدُ فيه سلوَتي وعزائي..
اقرأه وأنا في خضم حيرة؛ فيُهيّئ اللهُ لي بهِ من أمري رَشَدًا..
كنتُ ما أزالُ في دهشتي، أفكّر كيف أنّنا نقرأ ذات الآيات منذ سنينٍ طويلة، بل وربّما نحفظُ بعضها منذ نعومة أظافرنا، إلّا أنا لا ولم ولن نكتفي من قراءته.. لكنّه كلام اللهُ؛ -سبحانه جلّ مِن قائل- لا يفنى ولا يبلى، بل يزدادُ جمالاً وبلاغةً.. وسِحرًا وبَيانًا.. وروعةً وإعجازًا.. ولا تزال تنتفعُ منه، المرّة تلو الأخرى، ولا يزال يفتح الله به عليك -وفي كُلِّ قراءة- من المعانِ والحكم، والعِظاتٍ والعِبَر؛ ما يعجزُ عن وصفهِ اللسان، وتحارُ في شأنهِ العقول.. وكيف لا، وهو -ببساطة- إعجاز!
كنتُ لا أزال في دهشتي إلى أنْ تذكّرت قوله تعالى: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ [الكهف: ١٠٩]. الآن أفهم قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك . أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي.”

{إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}

8 أوت 2017

150215775457641

وإيماني يا الله ضعيفٌ/ هشّ.. لا يبلّغني مسيري إليك، فالطريقُ طويلٌ بلا أمدٍ أبصرُه، ونَفَسِي صار قصيرًا أقصرَ من أن أدركُه؛ إلهي فامنحني.. إيمانًا حقًا، يقينًا وصِدقًا؛ أبصرُ بهم الدنيا على حقيقتها، ثمّ أمضي لا أبالي.. أعمّر بالصلواتِ كلّ الليالي.. أرتّلُ الآياتِ والسّبع المثاني.. أعفّرُ جبهتيَ في الأرضَ.. لا لسواك، يا كبيرُ يا متعالِ.. لعلّي بذلك أكفّرُ.. بعضَ الذي كان منّي؛ فلقد علمتُ أنّه وإنْ حَقُر ذنبي، فعِظمُ من عصِيتُ أكبرُ من ألّا أبالي! ربّاهُ.. ربّاهُ.. عبادك وأماتك كثُر، قد سبقوني إليك، وزاحموني بطاعاتهم، فما عدتُّ أدري.. كيف استدرك لنفسي ما قد فاتها من الحظّ العظيم؟ فكيف السبيل للحاق؟ كيف السبيلُ ربّاه؟ إلهي.. ما الدنيا أرجو، ولكن رضاك وجنّتك أبغي.. فما لي إلهي اجدني اركضُ خلف الدنيا؟ فمالي إلهي قد تعلّق قلبي بها حتى لأنّي أكادُ أقول: قد امتلأ بها فما عاد للآخرةِ يتّسع! أما وأنّها حياةٌ فانيّة؟ أما وأنّها سُويعاتٌ وأمضي، فمتى يا نفسُ تسمعي.. متى يا نفسُ تعي! يا حسرةً عليكِ يا نفسي إنْ كنتِ صنعتِ كلّ ما قد صنعتِ من أجلِ دنيًا تصيبينها، وما الدنيا حتى يُفنى العمرُ فيها؟! يا الله، قلبي يا الله.. قلبي، يُتعبني كثر تقلّبه، يشقيني عِظمة قسوته، أما آن له أن يلين؟ أن يخشع.. أن يستكين؟ قد شُقّ عليّ أن أُصلحه.. أن أنقّيه من كلّ تعلّقٍ بغيرك، ثمّ اصبحُ وامسي.. اغدو وأروح.. وليس لي همٌ سوى رضاك عنّي. يا ربّ هبني قلبًا سليمًا، فلقد أيقنتُ حقّ اليقين، أنّ ما سواهُ بعدُ ينفعني ليومِ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون.

على الهامش:
كُتبت في:
يوم الجمعة،الموافق 28-7-1434 هـ؛ أعدتُ رفعها للتوثيق فقط

شكرًا يا الله.

7 جوان 2013

 3

سريعةٌ هي الأيامُ تمضي بنا، أنّني أجري والكلّ من حولي يجري بلا تؤدة ورويّة، أضيعُ وسط كل هذا الزحام والضجيج، وأنسى أن أشكرك يا الله على الحياة الطيبة التي وهبتني، على كل شيء.. كل شيء.
اللهُ طيّب، لذا فإنّ كل ما يأتي من الله طيّب، حتى وإن لم أبصر الحكمة في أقداره، فإنّني أثِقُ يقينًا بأنّ الله لن يضيّعني، وأنّ رحمة الله التي وسعتْ كل شيءٍ تغشاني، وأنّ لطفهُ الإلهي يغمرني منذ اللحظة التي كتبَ لي أن أكون. مؤمنةٌ أنا أبدًا يا الله بحسن تدبيرك، كافرةٌ أنا أبدًا بالقنوط في رحمتك. خلقتني في أحسن تقويم، جنينًا كنتُ يومًا ومنذها ياربّ وأنتَ معي، تحفظني.. ترعاني.. تُطعمني.. تسقيني.. وحتى هذه اللحظة التي أكتبُ فيها بدموعٍ على الخدّينِ تسير، نِعمُك يا إلهي عنّي لا تنقطع. شكرًا يا الله؛ على كل التفاصيل الصغيرة الجميلة المتواجدة بكثافة من حولي إلى الحدّ الذي نسيتُ معه كيف أنها تستحقّ الإحتفاء بها. نسينا -وسط كل هذا الترف الذي نعيشه- كيف نسعد بأصغر التفاصيل. صِرنا نحتقرُ كل شيءٍ من حولنا، وننسى كيف نحفلَ بالحياة حتى وإن كان الفرحُ ضئيلاً. شكرًا يا الله؛ لأنك فطرتني على دينِ السلام. شكرًا يا الله؛ لأنّ رسولي رسولُ الرحمة، محمّد، الذي وحده أنتَ تعلم كم بكيتُ كثيرًا شوقًا لرؤيته، وتوقًا لشربةٍ يسقيني إياها من حوضه بيديه الشريفتين، لا أظمئُ بعدها أبدًا. شكرًا يا الله؛ على الجسدِ المعافى الذي أنعَمُ، بينما هناك مرضىً على الأسرّةِ يأنِّون، مرضىً لا يعرفون النوم من شدّة الألم وقسوةِ الوجع. شكرًا يا الله؛ على نعمةِ الأسرة حيث الحبّ والمودّة والإنتماء، حيث يعتني بعضنا جيدًا ببعض. شكرًا يا الله؛ لأنك علّمتني منذ الصِغر كيف أرفعُ يديّ الصغيرتين إليك وأدعو كثيرًا. شكرًا يا الله؛ لأنّك دائمًا معي. شكرًا يا الله؛ لأنك منحتني سببًا أعيشُ من أجله. شكرًا يا الله؛ لكلّ الدعواتِ المحقّقة والتي لم تتحقّق لحكمةٍ وحدك تعلمها. شكرًا يا الله؛ على كلّ رمضانٍ بلّغتني، ووفّقتني فيه -بفضلك وحولك وقوتك- على الصيام والقيام.  شكرًا يا الله؛ على الحياةِ الجميلة والأصدقاء الطيّبين. شكرًا مديدة لا تنقطع على آلائك ونعمك التي لا أُحصيها، كل خليّةٍ فيني تسجدُ لك شاكرةً. يا ربّ؛ مع كل نفس أتنفّسُ به الحياة، عصافيرٌ كثيرة معقودة بـ “شكرًا يا الله” طارتْ صوبَ السماء إليك.

أبكي على شامِ الهَـوى، بعيُونِ مظلومٍ مُناضِل.*

22 فيفري 2012

قلبي مُثخنٌ بالألم لما يحصل في سوريا.
اعذروني لا أعرف لهذا الألم اسماً، ولستُ بصدد أن أسترسل في الحديث عن سوريا؛ لأنني والله ما عدتٌّ أقوى.
هذا الألم أصعب من أن أختزله في بضعة حروف، أصعب بكثير.
كلّ الأنباء والصور والفيديوهات التي نراها يومياً، لا تُثبت أكثر من أننا “بلا إنسانية” ؛
كيف لنا أن نعيش، ونضحك، ونواصل حياتنا بكل طبيعية وأريحية، بينما سوريا تغرق في الدماء؟
بينما أخواننا في سوريا -في اللحظة هذه التي أكتبُ لكم فيها- يُقتّلون، ويُعذّبون، ويُشرّدون، ويُمارَس ضدهم كل ألوان العذاب، والبشاعة، والشناعة، وكل ما يحمله معنى “اللاإنسانية” من معنى؟!
سوريا ذاقت كل كؤوس الألم؛ ما عادت تخشى مِن شيء، إلا مِن ربِّ كلّ شيء.
العالم خذل سوريا. ولكنّ سوريا غنيّة بالله عن العالمين، وحده الله لا يخذل أبداً.
– اللهمّ أرِنا في بشّار الأسد وأعوانه الطغاة الظلمة، يوماً أسوداً، أرنا فيهم من عجائب قدرتك يا عزيز يا قدير، واجعلهم اللهم آيةً للعالمين، آمين.

حتى الملائكة اختلفت!

25 جانفي 2012


اختلفت الملائكة! اختلفت ملائكة العذاب وملائكة الرحمة على الرجل الذي قتل مئة نفس.
اختلف الأنبياء! اختلف سليمان وداود عليهما السلام في الحكم على امرأتين تدّعي كل منهما أمومة الطفل.
اختلف الصحابة! عُرف عن ابن عمر الأخذ بالعزائم وعن ابن عبّاس الأخذ بالرخص، أيضاً ما حدث بين أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في كيفية التعامل مع المرتدين.
والحديث عن أدلة حدوث الاختلاف في سيرة الصالحين، كثيرة ولا يتسّع المجال لذكرها هنا!

نستنتج إذاً أن الاختلاف ليس عيباً، فهو أمرٌ مشروع، فُطِر الناس عليه، ومن هنا -أيها القارئ- دعنا نتفّق بأن لا نجعل هدفنا إلا نختلف، فالاختلاف واقع لا محالة، شئنا ام أبينا. لكن هنا يأتي مربط الفرس، ألا وهو كيف نتعامل مع الاختلاف؟ وهو ما دفعني لطرح هذه التدوينة. وقبل هذا كله، من المهم (جداً) أن نفرّق بين “الاختلاف” و “الخلاف” ، هناك فرق شاسع بين الاثنين. كما يقول محمد الرطيان : ” الخلاف : فقر ، الاختلاف : ثراء “.
نعم، الاختلاف ثراء ونفع وفائدة عظيمة لو استثمرناه بالطريقة الصحيحة. أعطيك مثالاً عملياً، لو طُلب من مجموعة اقتراح فكرة تطويرية لبرنامج، ألن يكون من الأفضل أن تختلف الآراء؟ فبذلك نجني أكبر عدد ممكن من الأفكار 🙂 ثم إن الاختلاف أمر طبيعي جداً، بل إن من غير الطبيعي ألا نختلف. ونحن بطبيعة الحال نحتكّ ببعضنا البعض في مسيرة الحياة.
إذ أنّ الحياة أساساً مبنيّة على الاختلاف والتنوّع. قائمة على الاختلاف : صيف / شتاء ، ليل / نهار ، أبيض / أسود . وقائمة على التنوّع : الأسماك، الطيور، النباتات، الألوان، الأشكال … إلخ.
قال الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ}
الناس يختلفون عن بعضهم البعض، فمن المستحيل أن تجد اثنين يشبهان بعضهما البعض تماماً، حتى التوائم في شكلهم الظاهري، لا بد وأن تجد اختلاف بينهم! الله عزّ وجل خلق كل إنسان مختلف عن الآخر، خلق كل إنسان مُميّز عن غيره، في أشياء كثيرة .. مثل الاختلاف في الشكل، اللون، اللغة، البصمة، الملامح، الأذواق، الميول، الرغبات، الهوايات، العِرق، الجنسية، الدين … إلخ.
قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}.
إذاً كما أسلفنا، السؤال الحقيقي هو : كيف نتعامل مع الاختلاف؟ أنا لن آتي بكلامٍ من عندي، بل كله مستمد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
* 1) أنظر للاختلاف على أنه ميزة، تزيد الحياة جمالاً. فأدراكك للواقع، هو مشكلتك وحدك! فليس من الإمكان تغيير (الواقع) في هذه الحالة، ولكن يمكن تغيير (إدراكك) للواقع 😉
تخيّل معي أن كل الناس مثلك تماماً! تخرج من منزلك فإذا بهم جميعاً يرتدون نفس ثيابك، تسوق سيارتك، فإذا بهم جميعاً يملكون نفس السيارة، تجري مكالمة هاتفية، فإذ بهم يستخدمون الهاتف الجوال ذاته!
تخيّل كيف سيكون حالك بعد أسبوع فقط؟ ستصاب بالجنون!! قال تعالى : {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ … }.
وقال سبحانه : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا … } أي لكي تتعارفوا وتتبادلوا المنافع من بضائع – تجارة – ثقافة – علاقات – أفكار – فنون – أطعمة … إلخ.
في قصّة بني قريظة مثال للاختلاف، حيث قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : “لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة”. وكان من المعروف أن منازل بني قريظة في أطراف المدينة واقترب وقت صلاة المغرب، فانقسموا لقسمين: قسم رأى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاهم نصاً صريحاً محكماً ألا يصلّوا العصر إلا في بني قريظة، فقالوا لا نصلِّي إلا في بني قريظة، حتى لو خرج الوقت.
والقسم الآخر قال : إن الرسول صلى الله عليه وسلم قصد الإسراع بالخروج إلى بني القريظة، وليس ألّا نصلّي العصر إلا فيهم؛ فصلوا في الطريق قبل أن يصلوا إليهم.
إذاً وقع الاختلاف في فهم مراد النبي عليه الصلاة والسلام، لكن ماذا كان موقفه صلى الله عليه وسلم؟ لم يحسم الموقف، ولم يعنّف أحداً من الفريقين وأقرّ الفريقين ولم ينكر على أحد وابتسم لهم ولم يعلّق، بل ولم يبيّن أي الفريقين كانت أولى بالصواب في القصة؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم مدرك أن الاختلاف سنة كونية، لا بد منها. لكن العجيب في الموضوع -ويؤسفني والله قول ذلك- هو أن العلماء اختلفوا بينهم اختلافاً شديداً مَن مِن الاثنين الصح !!
* 2) زن الناس بحسناتهم وسيائته، فتركيزك على الجانب السلبي لهم يجعلهم يشعرون كما لو أنك تتصيّد وتتحيّن أخطاءهم، لكن كن عادلاً، منصفاً، واذكر النقاط الإيجابية كما تذكر النقاط السلبية.
قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي العاص بن الربيع -وهو زوج ابنته زينب- الذي أصرّ على كفره وحارب النبي يوم بدر وبالرغم من ذلك قال عليه الصلاة والسلام : “لكننا ما ذممناه صهراً”.

* 3) ابحث عن المنطقة المشتركة مع الآخر، فغالباً ما يشترك الطرفين في بعض الأمور. والفطين هو من أدرك هذه الأمور المشتركة واستثمرها بطريقة سليمة.
كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم وسط الجوائز المغرية من قريش كافر! نعم كافر وهو عبدالله بن أُريقط، وقاد المهمة بنجاح، وثق فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان أهلاً للثقة، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينظر إلى الاختلاف في الدين، ولكن نظر إلى الكفاءة ومن هو أهلٌ للثقة. أيضاً نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي، مع إنه بالتأكيد كان يوجد مسلمون أغنياء، لكن لماذا قبل النبي ذلك؟ أيٌّ رسالةٍ يوجّهها لنا؟

* 4) لا تغلي الطرف الآخر، فكثيراً ما نجد أناساً يعيشون بسياسة : أنت لست معي، إذاً أنت ضدي. فلا داعي أن يحتدم الغضب بغير بسبب، ويشتعل فتيل الكراهية والحقد والحسد والبغضاء لمجرد الاختلاف!
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “لقد شهدتٌّ في دار عبدالله بن جدعان (أحد كفار قريش) حلفاً لو دعيتُ به في الإسلام لأجبت، تحالفوا أن ترد الأمانات والمظالم على أهلها، وتحالفوا على نصرة الظلوم”. انظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم بالرغم أنهم كانوا محاربين لهم، فلم يلغِ الطرف الآخر، بل أقرّ بحسن صنيعهم.

* 5) إن كنت مصّراً وتمسكاً برأيك بشدة، على الأقل إياك وجرح الآخرين، إياك والشتائم، إياك والتقليل من قدر الآخرين، إياك والأهانة، إياك والإساءة، اختلف بكل أدب واحترام.
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل الشيء، لم يقل : ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا وكذا؟

الشافعي عندما اختلف مع رجل في مسألة غضب الرجل فقال له الشافعي : “ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن اختلفنا في مسألة”.
وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً …”
وهناك مؤشرات وعلامات تدل على أن الأمر تحول إلى جدال، ومن الأفضل انهاؤه:
1- عندما ترتفع الأصواب.
2- عندما يبدأ الكلام في التكرار وتبدأ الحجج نفسا تقال مرة تلو الأخرى. (فكأننا هنا ندور في حلقة مفرغة)
3- عندما تحدث مقطاعة للحديث بين الطرفين. فبهذا يكون الشخص يريد أن يقول ما عنده، وليس لديه استعداد للاستماع إلى الآخر، فمالفائدة إذاً!
4- عندما يبدأ كل طرف في محاولة لإثبات وجهة نظره هو فقط، وليس فهم وجهة نظر الآخر.

كالعادة،  أحبّ أن اختم كلامي بكلمة جميلة، هذه المرة سأختمها بقاعدة للإمام مالك : “إذا وجدت من يسب ويشتم الآخرين بحجة أنه يدافع عن الحق فاعرف أنه كاذب وإنما هو يدافع عن هواه واعلم أنه معلول النية، فالحق سبحانه وتعالى هو الذي يقول {… وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ … } .

♥ Avatars

22 جانفي 2012

صباح الهمّة والنشاط والتفاؤل 🙂 !
ما في أجمل من إنو الإنسان يبدأ يومه بذكر الله تعالى ♥♥ ..

يخليني أكمّل يومي بهدوء وسلام نفسي :”)!
+ يعطيني طاقة إيجابية عجيييبة () انتوا بس جرّبوا ! 
صمّمت لكم كم أفاتارز ع السريع بما إني مروّقة هالصباح 😉


تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.